أبحاث

منظومة الطلاق في اللسان القرآني (مدخل المعروف نموذجا)

العدد 165

تقديم:

كلاً من الرجل والمرأة مخلوق من نفس واحدة، وفطرة واحدة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً) (النساء:1)، وقال U: (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ) (الأنعام: 98)، وقال: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) (الأعراف: 189)، وقال – جل شأنه-: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا) (الزمر: 6). فإلى أي حد تماسكت هذه النفس الواحدة؟، أم نسيجها الروحي والمعنوي تناثر إلى أشلاء، تاركًا معاناة حقيقيَّة لطرفي النفس الواحدة وما بث منها من أبناء.

في وقتنا الحالي تواجه الأسر المصريَّة – بل والعربيَّة- مشكلة الطلاق، وتعددت البحوث والدراسات التي تناولت هذه المشكلة، وما يعقبها من تفكك أسري، وما ينجم عنها من ظواهر اجتماعيَّة خطيرة مثل: أطفال الشوارع، وعمالة الأطفال.

ومن خلال مراجعة هذه الدراسات اتضح أنَّ من أهم أسباب هذه المشكلة الإخفاق في أداء الأدوار، سواء من قبل الزوج أو الزوجة، وأيضًا عدم الوعي الصحيح، أو الفهم المستنير بأساسيَّات الحياة الزوجيَّة، والحقوق والواجبات داخل منظومة الأسرة.

وتضيف الباحثة سببًا آخر ألا وهو إغفال المنهج الإسلامي متمثلاً في القرآن الكريم والسنَّة الصحيحة، بالإضافة إلى نوع الخطاب السائد عن الأسرة سواء أكان دينيًّا أم اجتماعيًّا أم حقوقيًّا الذي تعده الباحثة خطابًا موجهًا، يفتقد إلى الموضوعيَّة وروح “النفس الواحدة”؛ إذ تركز المؤسَّسات والجمعيَّات المعنيَّة بالقضايا المجتمعيَّة خطابها على وعي المرأة، وتغفل وجود طرف أساسي في الأسرة وهو “الزوج”، كما تتحمل المؤسَّسات الدينيَّة جزءًا كبيرًا من المسئوليَّة؛ حيث تركز في خطابها على حقوق الرجل دون واجباته، والتأكيد على أنَّ الحصول على الحقوق مرتبط بالواجبات.

وفي هذا البحث نتناول مشكلة الطلاق بطريقة مغايرة عن السابق؛ إذ سوف نلتمس قبسًا من المنهج القرآني في تناوله للمشكلات المجتمعيَّة. فالقرآن الكريم ليس

(أقرأ المزيد)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: جميع الحقوق محفوظة لمجلة المسلم المعاصر